خبير أثري يعلّق على جدل لقاء زاهي حواس مع جو روجان: فرصة تاريخية لم تُستغل بالشكل الأمثل

أثار الدكتور زاهي حواس، جدلا واسعا خلال الأيام الماضية بعد تصدر لقائه مع المذيع الأميركي جو روجان، مذيع البودكاست في الولايات المتحدة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ووصف جو روجان الحلقة بأنها كانت أسوأ حلقة بودكاست قدمها على الإطلاق.
وفي ذات السياق علق الدكتور هشام داؤد الأثري والمتخصص في علم المصريات، قائلا: للأسف، كثير ممن انتقدوا أو دافعوا عن الدكتور زاهي حواس لم يشاهدوا الحلقة كاملة، وهو ما يجعل المواقف مبنية على انطباعات مجتزأة لا على تقييم شامل ومنصف.
وأوضح الخبير الأثري في تصريحات خاصة، أن جو روجان، الذي يتابعه ملايين حول العالم، لا يُخفي تبنّيه لنظرية تنكر أن المصريين القدماء هم بناة الحضارة المصرية، وخاصة الأهرامات، وهي رواية يروّج لها قطاع واسع من مؤيدي “العلوم الزائفة” حول العالم، مضيفًا: “روجان يمتلك أجندة واضحة، ومن الضروري أن نكون مستعدين لمواجهتها علميًا لا انفعاليًا.”
وتابع داؤد قائلاً: “الحلقة ضمّت ردودًا قوية من زاهي في عدة مواضع، ولكن جرى التركيز الإعلامي على مشهد واحد عندما سأله روجان أين الصور في كتابي وأين الكمبيوتر في لاس فيجاس، مما أضعف من تأثير الرسالة الأساسية.”
وانتقد هشام داؤد الإعداد للحلقة قائلاً: “كان من المفترض أن يتم التحضير لهذه الحلقة بشكل أكثر احترافية، من خلال دعم الحديث بصور ولقطات من الحفائر، وأدلة أثرية، ومراجع علمية موثقة، لتُسكت كل من ينكر حضارتنا أمام العالم.”/ مشيرًا إلى أهمية أن نستلهم من تواضع العلماء الكبار، مثل الدكتور مجدي يعقوب، الذي دائمًا ما يُشير إلى فضل فريق العمل في إنجازاته، قائلاً: “نحتاج في المجال الأثري إلى روح الفريق، وتمكين باحثين جدد ليكون لدينا صف ثاني وثالث يضمن استمرارية الريادة المصرية في علم المصريات.”
كما شدد على ضرورة نشر الوعي الأثري بين المصريين، مؤكدًا أن حضارتنا أصبحت هدفًا للتشكيك والتشويه من قبل أطراف كثيرة، وقال: “نحن في معركة حقيقية، ويجب أن نغرس الهوية المصرية في نفوس الشباب والأطفال، من خلال تضمين التاريخ المصري في مناهج التعليم بجميع مراحله.”
واختتم د. هشام داؤد حديثه باقتراح عملي قائلاً: “أدعو إلى تدريس مادة علم المصريات في كل الكليات المصرية، مهما كان التخصص، حتى يصبح لدى المجتمع وعي أثري شامل، حماية الحضارة المصرية مسؤولية شعب بأكمله، لا أفراد فقط.