دين ودنيا

باحث بمرصد الازهر: الدولة في الإسلام هى البيت الحاضن لتوحد تنوع الشعب وصون اختلافه

قال الدكتور عبد الوهاب إبراهيم، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن من بين المعاني المتداولة لتعريف الدولة أنها البيت الحاضن الذي يوحد تنوع الشعب ويصون اختلافه، موضحًا أن الدولة في الإسلام لا تُبنى على الحروب، وإنما بالعقود والمواثيق وبناء المؤسسات، انطلاقًا من قول الله تعالى: “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا”، وقوله سبحانه: “ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.

 

وأضاف خلال حلقة برنامج “فكر”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن كثيرًا من التنظيمات المتطرفة قامت على فكرة إقامة الدولة الإسلامية باعتبار أن السبيل الأوحد لذلك هو الحرب أو الصراع، بينما يبين التاريخ الإسلامي أن الدولة لم تُبنَ على بريق السيوف، بل على الميثاق والعهد والشورى والنظام والرحمة، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة وضع وثيقة المدينة التي جمعت المسلمين واليهود والمشركين، وأقرت الحقوق والواجبات وأسست لدولة المواطنة.

 

وأشار إلى أن مواقف النبي صلى الله عليه وسلم بعد وثيقة المدينة تؤكد ذلك، ومنها صلح الحديبية الذي فضّل فيه العهود والموادعة على القتال، فكان الصلح فتحًا مبينًا بنص القرآن الكريم، وكذلك فتح مكة الذي تم من غير قتال، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأهلها: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

 

وأكد الدكتور عبد الوهاب أن بناء الدولة في الإسلام كان قائمًا على ترسيخ المبادئ مثل العدل والشورى والرحمة والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية، وليس على الفتوحات العسكرية والمصالح المادية، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وجّه رسائل للملوك بالحكمة والموعظة الحسنة، مصداقًا لقوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى