اخبار وسياسةثقافة

الباحث الأثري أحمد وليد يدعو لتعليم الهيروغليفية في المدارس

أكد الباحث الأثري أحمد وليد، عضو اتحاد الأثريين المصريين، وعضو مؤسسة الدكتور زاهي حواس للمصريات، ورئيس مؤسسة “را إن كمت” لعلوم السياحة والآثار، خلال ظهوره في لقاء تلفزيوني على قناة النيل الثقافية، برنامج “نورت مصر”، أن نشر اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) بين جموع الشعب أصبح ضرورة ملحة، وليست رفاهية ثقافية أو ترفًا علميًا.

الباحث الأثري أحمد وليد يدعو لتعليم الهيروغليفية في المدارس

وأشار وليد إلى أن اللغة المصرية القديمة تمثل الهوية الأصلية للمصريين، وأن حصرها داخل الأوساط الأكاديمية والمتخصصين فقط يُضعف صلتنا بجذورنا، ويجعل كثيرًا من المصريين غرباء عن تاريخهم. وأضاف: “قلت في اللقاء إن اللغة ليست حكرًا على المتخصصين، بل يجب أن تصل إلى كل مواطن، لأنها لغة حضارته وجذوره”.

وأوضح الباحث الأثري أحمد وليد أن أحد أبرز التحديات التي تواجه نشر اللغة هو ضعف الوعي العام بأهميتها، إلى جانب نقص المواد التعليمية المبسطة والمناسبة للفئات المختلفة، خاصة الأطفال والشباب. كما أشار وليد إلى أن البعض لا يزال يظن أن تعلم الهيروغليفية أمر صعب أو غير مجدٍ، وهو ما يعكس الحاجة إلى تغيير هذه النظرة من خلال وسائل الإعلام والتعليم.

وفي هذا السياق، شدد وليد على أن الحل يكمن في الوصول المباشر للجيل الجديد، قائلاً: “قلت في اللقاء بوضوح إن نشر اللغة يجب أن يبدأ من طلاب المدارس، لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. وما يُزرع في عقول الأطفال يبقى راسخًا ويُثمر وعيًا وارتباطًا حقيقيًا بالهوية”.

وأضاف الباحث الأثري أن المبادرات الشعبية والمؤسسات الثقافية المستقلة مثل مؤسسة “را إن كمت” تسعى لسد هذا الفراغ، من خلال تقديم محتوى تعليمي مبسط، وتدريب المعلمين، وتنظيم ورش عمل تفاعلية توصل اللغة المصرية القديمة إلى الطفل والمراهق وولي الأمر بأسلوب ممتع وقريب من الحياة اليومية.

واختتم الباحث الأثري أحمد وليد حديثه بالتأكيد على أن نشر اللغة المصرية القديمة بين الشعب هو تحدٍّ، نعم، لكنه تحدٍّ يمكن كسبه بإرادة حقيقية وتعاون بين الدولة والمجتمع، قائلاً: “حين يتعلم طفل مصري كيف يقرأ اسمه بالهيروغليفي، أو يفهم معنى نقش فرعوني على معبد، نكون قد وضعنا أول حجر في بناء وعي حضاري جديد، يعيد لهذا الشعب صلته الحقيقية بماضيه العريق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى