خبير أثري: المتحف المصري الكبير صرح عالمي ومعامل ترميم تضاهي المراكز الدولية

قبل ساعات من الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، يعيش الوسط الأثري والعلمي في مصر حالة من الفخر والترقب، مع اقتراب لحظة الإعلان عن أعظم مشروع متحفي في القرن الحادي والعشرين، والذي يُعد أكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم.
وقال أحمد وليد، أخصائي ترميم وصيانة الآثار وعضو اتحاد الأثريين المصريين، إن المتحف المصري الكبير يمثل صرحًا عالميًا على أرض مصر، ويضم معامل ترميم تضاهي كبرى المراكز الدولية من حيث التجهيزات والتقنيات الحديثة.
وأشار وليد إلى أن المتحف يقع عند هضبة الأهرام بالجيزة، في موقع استراتيجي يربط بين عبق الماضي وتطور الحاضر، ليمنح الزائر تجربة استثنائية تجمع بين روعة المكان وقدسية التاريخ.
وأوضح أن المتحف يحتوي على أكبر مركز متكامل للترميم في الشرق الأوسط، يضم أكثر من 19 معملًا متخصصًا في مجالات ترميم الأخشاب والمعادن والأحجار والمومياوات والبردي والمنسوجات الأثرية. وتُعد هذه المعامل القلب النابض للمتحف، حيث تم تجهيزها بأحدث الأجهزة والتقنيات العلمية المستخدمة في كبرى المتاحف العالمية، مثل أجهزة التحليل الطيفي (FTIR)، والأشعة السينية (XRF)، والمجاهر الإلكترونية، إلى جانب أنظمة المسح ثلاثي الأبعاد (3D Scanners) التي تتيح دراسة القطع دون المساس بسلامتها.
وأكد وليد أن هذه المعامل يعمل بها نخبة من المرممين المصريين المدربين على أعلى مستوى، الذين تمكنوا خلال السنوات الماضية من إعادة الحياة لمئات القطع الأثرية التي كانت حبيسة المخازن لعقود طويلة.
وأشار إلى أن من أبرز المشاريع التي نُفذت داخل معامل المتحف مشروع ترميم مقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتي تجاوز عددها خمسة آلاف قطعة أثرية نُقلت بعناية من المتحف المصري بالتحرير. كما شارك فريق الترميم في أعمال صيانة تمثال الملك رمسيس الثاني بعد نقله من ميدان باب الحديد إلى مقره الجديد في بهو المتحف، في واحدة من أدق عمليات النقل الأثري في العالم.
وأضاف أن مجموعة من المومياوات والمنسوجات الأثرية خضعت لعمليات ترميم دقيقة داخل معمل المنسوجات، الذي يُعد من أكثر المعامل تطورًا، حيث تُراعى فيه أدق معايير التحكم في الحرارة والرطوبة والضوء.
واختتم أحمد وليد تصريحاته بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير يمثل أحد أعظم إنجازات المصريين عبر التاريخ، فهو ليس مجرد متحف، بل مركز حضاري متكامل يعكس عبقرية الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى اليوم.



